السبت، 19 ديسمبر 2009

انـتـحـر " خـالـد مُـخـلّـد "



ابتعد " خالد " عن قريته متخذا طريقا ترابيا يوصله الى الجبال التي تقع في الشمال من القرية , كان يمشي بصعوبة بسيارته المصممة للطرق المعبدة ، فالطريق الترابي كان متأثرا بالسيول التي أتت من بين الجبال في يوم 8 من الشهر الهجري الـ 12 .

وصل الى ضلع * يقع بالقرب من الجبال ، فأوقف السيارة ونزل ، اشعل النار في الفحم وانتظر الى ان اصبح جمر مكتمل ، كان الجو بارد جدا والرياح شديدة في تلك المنطقة ، كان الصمت يلف المكان ويقطعه صوت نباح الكلاب المتوحشة ، نظر الى النجوم باحثا عن النجمة التي سيذهب اليها بعد قليل .

نظر الى جهة الجنوب ، الى قريته التي ولد فيها ونشأ ، ثم تذكر والدته التي تبعد عنه مئات الكيلو مترات برفقة والده واخوته ، دمعت عيناه فهو يظن انه لن يراهم ابدا ، ولن يرى مايراه الان ابدا اذا اقدم على تنفيذ قراره الصعب ، ولكنه على اي حال مقدم على الانتحار ببرودة اعصاب وهدوء نفسي مخيف .

حمل كانون الفحم ....... ** ( نص محذوف ) **


***

لاحظ احد المارين في صباح اليوم التالي وقوف السيارة وبما انه كان يسير في طريق مرتفع قليلا عن مستوى سيارة خالد فقد لاحظ وجود شخص بداخل السيارة ، ذهب اليها ونزل الى ان وصل الى الباب ، طرق على زجاج السيارة ولكن لم يرى ردة فعل من الشخص الذي يغطي وجهه بشماغ احمر ، حاول فتح الباب ولكنه كان مغلق والسيارة كانت في وضع التشغيل وصوت المسجل كان عاليا جدا ، اتصل بالشرطة واعطاهم العنوان فحضرت بعد نصف ساعة .

وجدوا مجموعة من الاوراق موضوعة بجانبه بعناية فكان واضحا لرجال الشرطة تلك الرسالة المكتوب عليها : " خاص بالشرطة " انها موجهة اليهم ولابد لهم من قرائتها

فتح رئيس الفرقة الظرف وقرأ الرسالة :

" مرحبا ..في البداية أتأسف على اقلاق راحتكم .. ولكن هذا عملكم فتحملوا هههه انا بعطيكم بالمختصر .. انا اسمي خالد مخلد واسكن على بعد 500 متر من مركز الشرطة بجوار المسجد الجامع ، وهذه الارقام التي سأكتبها هي لعمي وارجو ان تطلبوا منه عند اخباره الا يخبر والدي الا بعد رجوعه من السفر وهناك رسالة موجهة اليه ارجو ان تسلموها له مع فائق الشكر والتقدير !


عمي : شرف بن غالب

الرقم : ................

خالد مخلد


تعجب العسكري من الطريقة التي انكتبت بها الرسالة ورائحة العطر النسائي التي تفوح منها ، فابتسم لزميله وتكلم بتذاكي : انا متأكد ان وراء هذا الانتحار بنت .. الولد هذا اكيد يحب وحدة .


***

بعد مرور 3 أيام وانتهاء مراسم العزاء ، نادى مـخـلـد - والد خالد - " شادن " وقال له : خالد اوصانا أن نسلمك صندوق ويقول انه اعطاكـ مفتاحه .. وطلب منا ان لا نسألكـ عن محتوياته ، فتعال معي لتأخذه .

اخذ " شـادن " الصندوق وذهب الى بيته ، فتحه فوجد مجموعة كبيرة من الرسائل وهناكـ ورقة ليست موضوعة في داخل ظرف .

فقرأها :

مرحبا " شادن " عظم الله أجركـ في موتي هههه اليوم اخر يوم من العزاء .. كيف كان العشاء ؟ رز بالبليلة ؟ !

ههه فيه ناس تجي كل ليلة عشان العشاء .. صح ؟ يعني انتحاري كان مفيد ، خليتهم يتعشون لثلاثة ايام بلاش ههه

وين دفنوني؟ ، في مقبرة " المعلاة " وبعد مادفنوني أكيد الناس مرو على " أبو نار " واشتروا " لـدّو و لبنية " .

المهم سيبنا من ذا .. ابا أطلب منكـ ان تنشر هذي الرسايل اللي عندكـ بحسب استطاعتكـ ، يعني بين كل فترة وفترة أكتب رسالة في مدونتكـ

وسميها : " رســائـل أخو الصـفـاء وخـل الـوفـاء "

هيا شادن سلام .. ولا تنسى تمر علي بين فترة وفترة ههه امزح معاك انا خلاص " مـت " وأوصيك بأمي وأخواني الصغار "


***

انتهت

_______________

* ضلع : يعني جبل صغير .