الثلاثاء، 12 يناير 2010

هامش الحياة ( ! )



الجو معتدل والشمس غارقة في الغيوم ..
كانت هناك زربة - حظيرة - للأغنام تبعد عن القرية بضعة كيلو مترات , وكان المكان هادئ إلا من صوت العصافير , ونباح كلب غبي , وصيحات " عنز " تعاني من آلام الطلق .
كان " الراعي " حاضرا عندها ليساعدها في اخراج طفلها .. وكان عملا سهلا بالنسبة اليه .. فهو قد تعود على القيام بهذا العمل .. منذ قدومه الى هنا قبل ( 4 ) سنوات ..
...
تمت الولادة بدون حدوث أي مضاعفات .. فأحيانًا تموت الأم عند الولادة , وغالبًا ما يموت الوليد ..
لقد انجبت تيسا جميلا .. عندما نظرت اليه امه , قالت في نفسها .. انه يستحق كل هذا العناء ..
اتصل " الراعي " على صاحب " الغنم " ليبشره بـ الوافد الجديد ..
***
كان " التيس " مندهشًا .. فهو لا يعرف من " هو " ولا يعرف كيف اتى الى هذا المكان , ولا حتى من أين اتى ..
بالكاد يستطيع الوقوف على اقدامه .. فهو لا يزال هزيلا .. ولكنه سينمو بسرعة ..
..
في عصر أحد الايام .. جاء صاحب الغنم .. ليتفقد " حلاله " و أحضر معه أبنائه الصغار لكي يلعبوا مع التيس , فالصغار يحبون الأغنام الصغيرة , بسبب عدم وجود اسنان لها ولا قرون مخيفة .. وأيضًا هي لا تهرب منهم .
خاف التيس الصغير منهم بسبب أصواتهم العالية واشكالهم الغريبة عنه ,, ولكنه لم يحاول الهرب كما فعلت أمه .. فهو وان كانت غريزة الخوف تتوفر لديه كبقية الكائنات .. الا انه لم يستوعب الموقف .. ولا يدري هل يخاف او لا.. يهرب ام ماذا .. !
..
" حـبـيـبـتـي " قالتها ( أفنان ) ذات الـ9 سنوات كانت شديدة الذكاء ومرحة .. قالت : بابا .. هذه الغنمة لي وبـ أسميها " هـايـدي " .
ضحك الاب وقال : هذا " تيس " .. لو تسمينه " بـيـتـر " .
ردت عليه : هو " غنمة " مو لازم نسميه بإسم ولد .. " هايدي أحسن "
غضب أخوها الصغير وقال : بابا .. وأنا أريد غنمة .
رد عليه الأب : الأسبوع القادم ستكون لك غنمة .
****
كان التيس يسمع الأصوات ولكن لا يفهم أي شيء ,, فهو الى الان لم يستوعب ..
حملته " أفنان " وتزايدت نبضات قلبه .. أحس بالخوف .. خوف من الفتاة وخوف مما يراه .. فهو لم يرى الوجود من هذا الارتفاع ..
كان ما يراه محدودا وقد تعود عل ذلك .. " نسبيا "
ولكن بعد أن حملته .. رأى أشياء جديدة .. ورأى ما كان يراه في السابق بشكل آخر ..
أتسعت عينيه .. تاهـ فكره .. كـلـه دهـشـة ..
وبدأ بالتفكير ...


هناك 4 تعليقات:

gay-ana يقول...

إيه الإبداع ده !!!
حلو..
لكن، مش عارف هل الحكاية فيها تلميحات أو لا ... يعني هل تقصد تعمل مثل كليله و دمنه أو إنك فقط تحكي حكاية عن الماعز و البقر و الغنم ... هههههه

غير معرف يقول...

اهلين " انت Gay " ههه
امم
نشوف القصة للأخير
ونعرف هي ايه بالزبط
..

..
شوكرن لأنك تتابع ^_^

غير معرف يقول...

aligay.blogspot.com
ali.0886@live.fr

mody-3loshi يقول...

جميلة اوى القصة عجبنى كتير
بجد انا بحب اوى الحيوانات الى بتبقى لسة صغيرة علشان بتبقى لسة بريئة و بتتصف بعفوية